يحيى أحمد الثمني
مدونة السلوك الوظيفي التي أطلقتها حكومة الإنقاذ في عاصمة الصمود صنعاء ليست الأولى في المنطقة ولكنها بلا شك تختلف عن بقية المدونات التي يعمل بها في كثير من الدول العربية المجاورة ، لكن لماذا يتم الحديث عن هذه المدونة ونجد أبواق العدوان وأدواته يشنون هجمة كبيرة على هذه المدونة رغم أنها لم تأتي بشئ يخالف الدين والدستور والقانون اليمني ، بل هي من صميم الدين ومن صميم قوانين الجمهورية اليمنية ، لكنهم هكذا ينبحون عندما يجدون إنجازات لصنعاء سوى كانت في الجانب الخدمي أو في الجانب العسكري ، فالخونة لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب كما يقال في المثل الشعبي.
يجب علينا جميعا أن نعرف ماهي مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفة العامة ! نعم يجب على كل يمني أن يعرف جيدا أن هذه المدونة هي عبارة عن وثيقة تتمحور حول الدور الأساسي لوحدات الخدمة العامة، المتمثل في تقديم الخدمات للمواطنين، انطلاقا من المفهوم الإيماني للمسؤولية وبامتداده العملي المترجـم في السلوكيات، والممارسات والعلاقات والعمل بطريقة سليمة لا تخالف انظمة وقوانين الجمهورية اليمنية .
فبعد مطالعتي لمضامين مدونة السلوك الوظيفي ؛ فقد وجدت أنها تشتمل على ترسيخ النظرة الايمانية للوظيفة العامة، باعتبارها وظيفة تعبدية، وممارسة أخلاقية وقيمية وإنسانية مقدسة، تعلـي مـن شأن الوظيفة، وتعزز مكانتها، وتمثل ضمانة حقيقية وفاعلة لتحسين الأداء، والانضباط الوظيفي، وتجويد آليات التواصل، وتقديم نوعي للخدمات، وخلق بيئة طاردة للفساد، محصنة بالرقابة الذاتية، وتمكين لأعمال الرقابة والمحاسبة، وإرساء أسس تتسم بقدر أكبر من المساءلة، وتعزيز قيم الشفافية والنزاهة، والحد من تضارب المصالح .
ومما سبق يتضح لكل مواطن يفقه القول إن هذه المدونة ليس فيها عنصرية أو مناطقية أو مذهبية كما يصورها العملاء والخونة فهي مدونة مستوحاة من دستور الجمهورية اليمنية وتنسجم انسجاما كاملا مع هويتنا الايمانية وأخلاقنا وقيمنا واصالتنا التي تميزنا عن بقية الشعوب المجاورة التي نراها اليوم تستمد هويتها من الغرب وتطبق قيم وتعاليم الغرب .
لابد على كل موظف أن بقراء مدونة السلوك الوظيفي ويعرف مضامينها جيدا فهي بلا شك تستهدف تنمية روح المسؤولية لدى الموظف، وتسعى لنشر القيم والمبادئ الأخلاقية المهنية لديه وتعزيزها والالتزام بها، و تعزيز ثقة المواطن بالخدمات التي تقدمها الدولة، ومكافحة الفساد بكل صوره وهذا مطلب لكل مواطن.
و المدونة ستكون في الدرجة الأولى في صالح الموظفين والمواطنين كونها كما أشرنا سابقا كونها تركز على الالتزامات التي تفرض على المسؤولين تجاه الموظفين والمواطنين كما أنه ليس فيها أي مضرة أو سلبية على الشعب بل نقائضها هي الخطر لو يتأمل المتأمل وينظر ماذا لو يتم استبدال كل قيمة من القيم المذكورة في المدونة بنقيضها.
إن مدونة قواعد السلوك الوظيفي وأخلاقيات الوظيفية العامة هي جزء أساسي من أي برنامج مؤسسي لتطوير أخلاقيات العمل ومكافحة الفساد،
وأخيرا وليس آخرا وباختصار فإن المدونة أتت في ظرف حساس جدا للغاية ونحتاج جميعا للعمل بهذه المدونة ومن إيجابيات هذه المدونة أنها تنصف المظلوم من الظالم والحليم بالاشارة يُفهم.
تعليقات
إرسال تعليق